الخميس، مارس 29، 2012

كل ما تريد معرفتة عن المسيح الدجال

هل نحن فعلا فى زمن خروج المسيح الدجال ؟؟



قبل أن نتحدث عن وجوده ام اثبات عدمه لا بد من تسليط الضوء عليه :

من الدجال؟
هو رجل من بني آدم جعل الله عز وجل له قدرات ليست لغيره من البشر مكنه الله منها اختبارا وامتحانا لإيمان الناس وقد حذرنا النبي من اتباعه في ضلاله وأخبرنا عن صفاته الخلقية والخلقية
ونحن نتكلم هنا عن الدجال لأن :
العلم بالشيء خير من الجهل به وقد كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه يسأل رسول الله عن الشر مخافة أن يدركه(1)
فالدجال أعظم فتنة خاف النبي على أمته منها فحذر وخوف وأنذر..لما مع الدجال من الشبهات والفتن...مع ادعاء الدجال أنه الله رب العالمين!!
فإذا عرفنا صفات الدجال وطرق السلامة منه حمانا الله من شره...
(1) رواه البخاري .


ماذا يدعي الدجال ؟

الدجال يدعي أنه رب العالمين ويدعو الناس إلى الإيمان بذلك لذا قال إن الدجال أعور وإن ربكم ليس بأعور
(1) رواه البخاري كتاب الفتن

تسميته ب(المسيح الدجال)
سمي بالمسيح الدجال لأنه ممسوح العين اليسرى فهو أعور لا يرى إلا بعين واجده
وقيل بل الدجال يسمى :المسيح ...وقيل المسيح (بالخاء الهعجمة)
وقيل سمي بالمسيح لأنه يمسح بالأرض ويسير فيها كلها
وقيل لأن أحد شقي وجهه ليس فيه عين ولا حاجب
وسمي بالدجال: لأنه دجل:أي غطى وموه واحتال والجل أكبر الكذب فهو دجال كذاب مختال

وجمع دجل:دجالون ,ودجاجلة .

الأحاديث الدالة على أن خروج الدجال من أشراط الساعة :

عم حذيفة بن أسيد الغفاري رضي الله عنه أن النبي قال :إن الساعة لا تقوم حتى تكون عشرة آيات :الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس.......الحديث . رواه مسلم .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال :ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت أو أكتسبت في إيمانها خيرا: طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض . رواه مسلم .


صفات الدجال الخلّقية


* قصير أفحج (مشيته معيبة بسبب تباعد ساقيه)
*جعد(أي أن شعره ليس ناعما ولا أملس)
* مطموس العين كالعنبة الطافية أعور العين اليسرى
* هجان (أبيض)
* أجلى الجبهه( واسع الجبهه)
* مكتوب بين عينيه (ك ف ر )يقرؤها كل مؤمن كاتب أوغير كاتب
* عقيم لا ولد له
ويمكننا إجمال ما سبق من وصف الدجال بأنه رجل قصير,عظيم الجسم , عظيم الرأس,كلتا عينية معبية,فاليمنى عوراء كأنها طافية واليسرى عليها جلدة وهو ذو شعر جعد كثيف أبيض البشرة بعيد ما بين الساقين أو الفخذين مكتوب على عينيه كافر


أتباع الدجال :

لا شك أن الدجال مع تعدد قدراته وتنوع فتنته واستعماله لأساليب مختلفة لإضلال الناس وجرهم إلى اتباعه واعتقاد ألوهيته لا شك أن ذلك كله يفتن أعداد من الناس به فيتبعونه رغبة فيما عنده او رهبة مما عنده أو حرصا على حرب الإسلام وأهله ومن هؤلاء:



* اليهود:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال:يتبع الدجال من اليهود أصفهان (1) سبعون ألفا عليهم الطيالسة (2)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: لينزلن الدجال خوز (4) وكرمان (5) في سبعين ألفا وجوههم كالمجان النطرقة

والمراد <<بالمجان المطرقة >>اي: أن رؤوسهم قصيرة ووجوههم بيضاوية أو مدورة وفي نفس الوقت مسطحة بسبب بروز وارتفاع عظام الخدود والوجنات وتكوينات العيون والأنف حيث يبدو محور العين بائنا
والمجان جمع مجن والمجن هو الترس والمطرقة (بسكون الطاء أو بفتحها) :هي صفة لهذه التروس أي أن وجوه هؤلاء الأقوام الذين يتبعون الدجال عريضة ومكتنزة لحما



مسألة : لماذا يكون أكثر اتباع الدجال هم اليهود؟
الجواب:أن من عقيدة اليهود في الدجال :أنه هو مسيح اليهود المنتظر!
_______________________________________________
ويعتقد اليهود أن الله وعدهم بملك منتظر من نسل داوود يأتي ويقيم لهم دولة اليهود ويسمونه في كتبهم :الميسياه.
ومن طقوس اليهود:صلوات يستحثون فيها المسيح الدجال للخروج....
وخصوصا ليلة عيد الفصح (7) اليهودي بأدعية خاصة بذلك
قال في التلمود:
لما يأتي المسيح تطرح الأرض فطيرا وملابس من صوف وقمحا حبه بقدر كلاوي الثيران الكبيرة وفي ذلك الزمان ترجع السلطة لليهود وكل الأمم تخدم ذلك المسيح وتخضع له وفي ذلك الوقت يكون لكل يهودي ألفا وثمانمائة عبد يخدمونه وثلاثمائة وعشرة أكوان تحت سلطته ولكن لا يأتي المسيح إلا بعد انقضاء حكم الأشرار ويتحقق منتظر الأمة اليهودية بمجيء إسرائيل وتكون تلك الأمة هي المتسلطة على باقي الأمم عند مجيئه(8)
------------------------------------------
(1) أصفهان :مدينة إيرانية تقع في وسط إيران وتبعد على طهران أالعاصمة الإيرانية ) 340كم تقريبا جنوبا, ويسكنها حسب المصادر الرسمية من 25-30 ألف يهودي, ومساحة مدينة أصفهان 105,937كم مربع
(2) الطيالسة: نوع من اللباس يلبس على الرأس ويسدل على بقية البدن ومفرده طيلسان
(3) رواه مسلم
(4) تسمى الآن إقليم خوزستان غربي إيران
(5) إقليم في الجنوب الشرقي من إيران
(6) رواه أحمد بإسناد حسن
(7) أحد أعياد اليهود المعظمة عندهم
(8) نقلا من كتاب (الكنز المرصود في فواعد التلمود)الفصل السابع (المسيح وسلطان اليهود)
الكفار والمنافقين:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال:<<ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة وليس نقب من أنقابها إلا عليها ملائكة حافين تحرسها فينزل بالسبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات يخرج إليه منها كل كافر ومنافق>> متفق عليه .



جهلة الأعراب:

عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي قال في حديث طويل:<<وإن من فتنه أن يقول لللأعراب :أرأيت إن بعثت لك أبيك وأمك أتشهد أني ربك؟ فبقول :نعم. فيتمثل الشيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان :يا بني! اتبعه,فإنه ربك>>(1)
------------------------------
(1) رواه ابن ماجة والحاكم وصححه
قوم وجوههم كالمجان المطرقة:



عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي قال:<<إن الدجال يخرج من الأرض بالمشرق يقال لها خرسان ,يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة>>(1).(2)
_-----------------------------
(1) رواه أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة
(2) المجان : جمع مجن وهو الترس
المطرقة: بالتخفيف اسم مفعول من الإطراق الترس المطرق الذي جعل على ظهره طراق والطراق بالكسر جلد يقطع على مقدار الترس فيلصق على ظهره ,شبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها
النساء:

قال :<< ينزل الدجال في هذه السبخة بمر قناة فبكون أكثر من يخرج إليه النساء ,حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه (1) وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطا مخافة أن تخرج إليه>>(2)
وقد تقدم الكلام عن موضع السبخة ومرّ قناة
____________________
(1) الحميم: من يقرب منه كالأب أو الجد أو الأخ الأكبر
(2) رواة أحمد قال الشيخ الألباني في "قصة المسيح الدجال" (ص:88) إسناده حسن لولا عنعنته محمد بن إسحاق


أشد الناس على الدجال :

هنابي هريرة رضي الله عنه قال:{ لا أزال بني تميم (1)بعد ثلاث سمعتها من النبي يقولها فيهم ,سمعت رسول الله يقول:<<هم أشد امتي على الدجال>> وجاءت صدقاتهم .فقال:<<هذه صدقات قومنا>>,وكانت سبية منهم عند عائشة فقال رسول الله :<<أعتقيها فإنها من ولد إسماعيل>>(2)}
وعن عكرمة بن خالد قال حدثني رجل من أصحاب النبي :أن تميما ذكروا عند النبي فقال رجل :أبطأ هذا الحي من بني تميم عن هذا الأمر .فنظر رسول الله إلى مزينة فقال:<<ما أبطأ قوم هؤلاء منهم>>
وقال رجل:أبطأ هؤلاء القوم من بني تميم بصدقاتهم ,فأقبلت نعمُ حمر وسود لبني تميم .فقال فقال:<<هؤلاء نعم قومي>>
ونال رجل من بني تميم عند النبي فقال:<<لا تقل لبني تميم إلا خيرا,فإنهم أطول الناس رماحا على الدجال>>(3)

1) بنو تميم قبيلة مشهورة من قبائل العرب
(2) متفق عليه
(3) رواه أحمد وقال الهيثمي في مجمع الزوائد : ورجاله رجال الصحيح

الأحداث قبل خروج الدجال
* عن نافع بن عتبه أبن أبي وقاص رضي الله عنه أن رسول الله قال:<< تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ,ثم تغزون فارس ويفتحها الله ,ثم تغزون الروم فيقتحها الله ,ثم تغزون الدجال فيفتحه الله >>
(أي المكان الذي فيه الدجال والقوم الذين معه)(1) رواه مسلم
* عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال:<< عمران بيت المقدس خراب يثرب,وخراب يثرب خروج الملحمة , وخروج الملحمة فتح القسطنطينية , وفتح القسطنطينية خروج الدجال>

* وقبل خروج الدجال تكثر الحروب بين المسلمين والروم النصارى وينتصر المسلمون .


عن ذي مخمر-رجل من أصحاب النبي - أن رسول الله قال:<< ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنتصرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلون بمرج ذي تلول فيرفع رجل من ذي النصرانية الصليب فيقول:غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فبدقه فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة>>(4) الملحمة :هي المعركة الكبيرة كثيرة القتلى والحديث رواه مسلم
وزاد بعضهم :<< فيثور المسلمون إلى أسلحتهم فيغتسلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة>

وفي حديث آخر تفصيل لهذه الموقعة:

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال :<<لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق(1) فيخرج له جيش من المدينة من المسلمين من خيار الأرض يومئذ فإذا تصافوا أمام بعض قال الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم (وهذا يدل أنه وقعت حروب سابقة بين المسلمين والروم وانتصر المسلمون وسبوا الروم وأسلم السبي وجاء يجاهد) فيقول المسلمون :لاوالله لا نخلي بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فيهزم ثلث(أي من جيش المسلمين) لا يتوب الله عليهم أبداويقتل ثلث(أي من المسلمين )أفضل الشهداء عند الله ويفتتح الثلث(أي الأخير يفتح البلاد ويغنم) لا يفتنون أبدا فيفتتحون قسطنطينية وبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان :أن المسيح (أي الدجال) قد خلفكم في أهليكم (أي :يريد افزاعهم وتخويفهم) فيخروج (أي يتوجهون راجعين إلى الدجال) وذلك باطل (أي:يكون كلام الشيطان هذا باطل) فإذا جاؤا الشام خرج(أي:خرج المسيح الدجال )>(1) رواه مسلم


أحداث أخرى تسبق خروج الدجال

وعن أبي إمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله قال:<<إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله تعالى السماء في السنة الأولى أن تحبس مطرها ويأمر الأرض أن تحبس نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويظامر الأرض أن تحبس ثلثي نباتها ,ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس بناتها كاه فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظل إلا هلكت إلا ما شاء الله >>(أي تموت جميع الأشجار إلا القليل منها) قيل: يا رسول الله فما يعيش الناس في ذلك الزمان؟!!قال:<<التهليل والتكبير والتمجيد ويجزؤ ذلك عليهم مجزأة الطعام>>(1) رواه ابن ماجة وفي سنده مقال

ومما سبق خروجه:
عن راشد بن سعد قال:[ لما فتحت إصطخر (2) إذا مناد ينادي :ألا إن الدجال قد خرج فلقيهم الصعب بن جثامة فقال:لولا ما تقولون لأخبرتكم إني سمعت رسول الله يقول:<< لا يخرج الدجال حتى يذهل (3) الناس عن ذكره وحتى تترك الأئمة ذكره على المنابر>(4) رواه عبد الله بن أحمد من رواية بقية عن صفوان بن عمرو وهي صحيحة كما قال ابن معين وبقية رجاله ثقات .

(2) اصطخر:بلدة بفارس من أقدم مدن فارس وأشهرها وبها سكن ملوك فارس وبها خزانتهم
(3) أي يتناسون ذكر الدجال

إرهاصات قبل خروج المسيح الدجال

قلة العرب:
عن أم شريك أنها سمعت النبي يقول:<<ليفرن الناس من الدجال في الجبال>>قالت أم شريك :يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟ قال:<<هم قليل>>(1)
الملحمة وفتح القسطنطينية:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال:<<عمران بيت المقدس خراب يثرب,خراب يثرب خروج الملحمة ,خروج الملحمة وفتح القسطنطينية ,وفتح القسطنطينية خروج الدجال>>(2)
الفتوحات:
عن نافع بن عتبة رضي الله عنه قال:كنا مع رسول الله في غزوة فأتى النبي قوم من فبل المغرب عليهم ثياب الصوف فوافقوه عند أكمة(3) فإنهم لقيام ورسول الله قاعد.فقالت لي نفسي:ائتهم فقم بينهم وبينه لا يغتالونه(4) ثم قلت :لعله نجي معهم(5) فأتيتهم فقمت بينهم وبينه فجفظت منه اربع كلمات أعدهن في يدي قال:<<تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله ,ثم فارس,فيفتحهاالله عز وجل ,ثم تغزون الروم ,فيفتحها الله ,ثم تغزون الدجال فيفتحه الله>>(6)


انحباس القطر والنبات:
ستكون قبل خروج المسيح الدجال ثلاث سنوات عجاف
فعن أبيإمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي قال:<<إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد :يأمر الله تعالى السماء في السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ,ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها ويأمر الأرض أن تحبس ثلثي نباتها ,ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة ويأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف(7) إلا هلكت إلا ما شاء الله >>(8)
كثرة الفتن(الأحلاس,السراء,الدهيماء) وتمايز الناس:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن النبي قال في حديث طويل:<<.....ثم فتنة السراء: دخانها من تحت قدم رجل من أهل بيتي يزعم أنه مني وليس مني وإنما أوليائي المتقون ثم يصطلح الناس على رجل كورك على ضلع >>(9) والورك هو أعلى الفخذ يصطلح الناس على رجل يملكونه ولا يصلح ملكا لجهله ولا تستقيم له الأمور كما أن الورك الكبير لا يثبت على الضلع الدقيق .قال :<<ثم فتنة الدهيماء(يعني العظيمة الكبيرة): لا تدع أحدا من هذه الأمة إلا لطمته لطمة فإذا قيل انقضت تمادت وزادت يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا حتى يصير الناس إلى قسطاطين .فسطاط إيمان لا نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه فإذا كان ذاكم فانتظروا الدجال من يومه أو من غده(10)>>(11)

خروج 30 كذابا:
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي قال:<<وإنه والله لاتقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى>>(12)

(1) رواه مسلم وقد تقدم تفصيل ذلك في العلامة رقم(84)
(2) رواه أحمد وأبو داود والترمذي
(3) أي عند مكان عال ومرتفع
(4) أي يقتلون رسول الله غدرا وخيانة

(5) نجي معهم :أي يتكلم بكلام خفي خاص بهم لا يريد أن يسمعه غيرهم
(6) رواه مسلم وقد تقدمت هذه العلامة برقم(106)
(7) أي ذات ظفر مشقوق من البقر والغنم والمعنى أن هذه البهائم تهلك بسبب انحباس المطر والنبات
(8) رواه ابن ماجة وفي سنده مقال وله شاهد من حديث أسماء بنت يزيد الأنصارية عند أحمد وأبي داود
(9) تقدم الكلام على ذلك بالتفصيل في العلامات رقم (99)و(100)و(101) من العلامات الصغرى
(10) رواه أبو داود وقد تقدمت هذه العلامة برقم(101) من العلامات الصغرى
(11) تقدم شرح المراد بهذا الحديث تفصيلا ص(144)

(12) رواه أحمد وابن حيان وابن خزيمة والحاكم وصححه وقد تقدمت هذه العلامة برفم(11)من العلامات الصغرى


كيف يخرج الدجال :
تقدم في حديث تميم الداري رضي الله عنه في ذكر قصة الدجال والجساسة :أنه محبوس إلى الآن في جزيرة من جزائر البحر وأنه كان حيا في عهد النبي أنه رجل عظيم الخلقة رآه تميم الداري ومعه ثلاثون رجلا رأوه موثقا بالسلاسل وحصلت محاوره بينهم وبينه وأخبرهم أنه الدجال وأنه سيخرج من غضبة يغضبها يعني: تتحطم السلاسل ويخرج

مدة مكوث الدجال :

سئل عن مكثه في الأرض ؟فقال:<<أربعون يوما ,يوم كسنة( أول يوم من الأربعين يوما يمر كسنة) ويوم كشهر(اليوم الذي بعده يمضي كشهر)ويوم كجمعة وسائر أيامه كأيامكم >>(1)
قال الصحابة :يا سول الله ,فذاك اليوم الذي كسنة وأتكفينا فيه صلاة اليوم؟ فقال :<<لا تكفي ,ولكن اقدروا له قدره(2)>>(3)
(1) متفق عليه
(2) ومعني <<اقدروا له قدره>>:أي إذا مضى بعد طلوع الفجر قدر ما يكون بينه وبين الظهر كل يوم فصلوا الظهر ثم إذا مضى بعده قدر ما يكون بينها وبين العصر وإذا مضى بعد هذا قدر ما يكون بينها وبين المغرب فصلوا المغرب وكذا العشاء والصبح ثم الظهر ثم العصر ثم المغرب وهكذا حتى ينقضي ذلك اليوم
انظر شرح النووي على مسلم
(3) رواه مسلم

مكان خروجه :

عن أبي بكر رضي الله عنه ان رسول الله قال :<<إن الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها خرسان(1)يتبعه
اقوام كأن وجوههم المجان المطرقة (2)>>(3)
وأول ظهور أمره واشتهاره -والله أعلم - يكون بين الشام والعراق
ففي رواية عن نواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي قال عن الدجال :<<إنه خارج خلة بين الشاه والعراق>>(4)

قولة <<خلة بين الشام والعراق>>: أي موقع وطريق بين الشام والعراق
(1) مدينة كبيرة تقع حاليا في إيران

(2)المجن الترس شبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها وهي الصفة نفسها التي وصف بها النبي يأجوج ومأجوج
(3) رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني في صحيح الترمذي
(4) رواه مسلم

سبب خروجه :
عن ابن عمر رضي الله عنه قال:لقيت ابن صائد (1) في بعض طرق المدينة فقلت له قولا أغضبه فانتفخ حتى ملأ السكة (2) ,فدخل ابن عمر على حفصة بنت عمر وقد بلغها-أي بلغها إغضاب ابن عمر لابن صائد- فقالت له :رحمك الله !ما أردت من ابن صائد؟أما علمت أن رسول الله قال:<<إنما يخرج من غضبة يغضبها؟>>(3)

(1) يعني ابن صياد وقد تقدم تفصيل الكلام عنه ص(219)
(2) أي انتفخ حتى ملأ الأرض
(3) رواه مسلم


هلاك الدجال
في بلاد الشام:
عن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال:<< يأتي المسيح من قبل المشرق(1) وهمته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام وهناك يهلك>>(2)
---------------
(1) تقدم أنه يخرج من خلة بين الشام والعراق من جهة خرسان
(2) رواه مسلم

من فتنة الدجال
من فتنته :
عن الحذيفة بن اليمان رضي الله عليه أن النبي قال:<<معه جنة ونار فناره جنه وجنته نار>>(1) رواه مسلم
وقال: <<إن معه ماء ونار فزاره ماء بارد وماؤه نار>>(2) متفق عليه
وقال:<<وأنا أعلم بما مع الدجال منه معه نهران يجريان أحدهما رأي العين ماء أبيض والآخر رأي العين نار تأجج فإما أدركن أحد فليأت الذي يراه نارا>>(3) رواه مسلم
وفي رواية :<<فليأت الذي يراه نارا وليغمض ثم ليطأطئ رأسه (أي يخفض رأسه)في النار هذه فيشرب منه فإنه ماء بارد>>(4) رواة مسلم
وفي رواية قال:<<فأما الذي يراه الناس ماء فنار تحرق وأما الذي يراه الناس نارا فماءا بارد عذب فمن أدرك ذلك منكم فليقع في الذي يراه نارا فإنه ماء عذب طيب>>(5) رواه مسلم

ومن فتنته
تأثيره في الجمادات والحيوانات :
عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النببي قال:<<يأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم ( أي ترجع إليهم ماشيتهم ودوابهم التي خرجت ترعى) أطول ما كانت ذرا(شعرها طويل) واسبغه ضروعا ( ممتلئة بالحليب) وأمده خواصر ( الخاصرة هي الجنب أي سمينة شبعى) ثم يأتي فيردون عليه قوله (أي يكفرون به) فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين (أي : مجدبة أراضيهم ذاهبة زروعهم ) ويمر بالخربة (1) فيقول لها: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب( 2) النحل>>(3)

(1) أي الأرض الخراب
(2) اليعسوب: ذكر النحل والمعنى أي تظهر له وتجتمع عنده

(3) رواه مسلم

ومن فتنه
أنه يقول للأعرابي :" أرأيت إن بعثت لك أباك ولأمك؟ أتشهد أني ربك؟فيقول:نعم. فيتمثل الشيطان في صورة أبيه وأمه فيقولان:يا بني,اتيعه فإنه ربك" (1)

(1) رواه ابن ماجة والحاكم وصححه على شرط مسلم وصححه الألباني في صحيح الجامع

ومن فتنه
أنه يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيقطعه بالسيف نصفين ثم يقول الدجال للناس:" انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أنه له ربا غيري,فيأمر الدجال هذا الرجل أن يقوم حيا ,فيقوم وقد أحياه الله وليس الدجال لكن يري الدجال انه أحياه ويلتئم الشقان ,فيقول الخبيث: من ربك؟ فيقول :ربي الله وأنت عدو الله أنت الدجال"

قاتل الدجال هو عيسى بن مريم عليه السلام:

عن مجمع بن جارية رضي الله عنه ان رسول الله قال:<< يقتل ابن مريم الدجال بباب لد (1)>>(2)
وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال :<<فبينما هم( أي المسلمون) يعدون العدة للقتال يسوون الصفوف إذا أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم >>
وفي رواية :<< فينزل-يعني عيسى عليه السلام-عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين(يعني ثوبين مصبوغين)واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه يقطر ماءا وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر أن يجد ريح نفسه إلا مات>>(ونفس عيسى عليه السلام ينتهي حيث ينتهي طرفه على مد البصر بمعنى أن الكفار الموجودين في الدائرة التي نصف قطرها مد بصر عيسى يموتون)
وأخبر النبي أنه عند نزول عيسى عليه السلام يكون المسلمون قد استعدوا للصلاة فيكون قائدهم وإمامهم المهدي فبينما إمامهم قد تقدم بهم وبدأ يصلي بهم الصبح إذ نزل عيسى عليه السلام فرجع ذلك الإمام ينكص(أي تراجع عن موصع الإمام لأن عيسى أفضل منه فيريد أن يتقدم الفاضل للإمامة) يمشي القهقرى(3) فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له :

تقدم فصلّ فإنها لك أقيمت( وهذه تكرمة من الله عز وجل لهذه الأمة أن يؤم عيسى رجل من أمة محمد )فيصلي بهم إمامهم فإذا انصرف (أي إذا انتهى الغمام وانصرف من الصلاة) قال عيسى عليه السلام افتحوا الباب
فيفتحون ووراءه الدجال ومعه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى وتاج
فإذا انظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء وينطلق هاربا فيدركه عيسى بباب لد (وهو مكان معروف بفلسطين بني فيه اليهود اليوم قاعدة عسكرية )(4)فيقتله فينماع الخبيث كما بنماع الملح في الماء (أي:يذوب)لكن عيسى يدركه ويضربه بحربة في يده فيريهم آثار الدم على الحربه(5)
ثم يهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز وجل يتوارى (أي:يختبأ) به اليهود إلا أنطلق الله ذلك الشيء إلا الغرقد(وهو نوع من شجر اليهود)(6)

وفي رواية :عن مجمع بن جارية رضي الله عنه أن النبي قال :<<حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها ثم يأتي جبل إيلياء(أي:بيت المقدس) فيحاصر عصابة من المسلمين ويلقى المؤمنون شدة شديدة فيقول لهم الذين عليهم : ما تنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم فيأتمرون أن يقاتلوه إذا أصبحوا فيصبحون ومعهم عيسى بن مريم فإذا رفع رأسه من ركعته قال: سمع الله لمن حمده قتل المسيح الدجال والمدر(7)يقول:يا مؤمن هذا يهودي عندي فاقتله>>(8)
وفي رواية:<<حتى يدركه بباب لد فيقتله>>(9)

ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله منه (أي حماهم اللهمن الدجال) فيمسح عن وجوههم ويحدثهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى :إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان-أي لا قدرة- لأحد بمقاتلتهم فحرز عبادي إلى الطور

(1) قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين
(2) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح
(3) أي للوراء
(4) وقد تقدم بيان موقعها مسبقا
(5) أي الرمح الذي رمى به على الدجال فقتله
(6) رواه ابن ماجة بإسناد حسن
(7) أي :الطين اللزج المتماسك
(8) رواه الحاكم في المستدرك وصححه
(9) رواة مسلم

طرق النجاة من فتنة الدجال
البعد عن لقائه:
عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي :<<من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات>>(1) رواه احمد وأبو داود في السنن والحاكم في المستدرك وصححه على شرط مسلم وصححه الألباني في صحيح أبي داود
ومعنى الحديث: من سمع بخروج الدجال فليبتعد عنه ولا يقربه فإن الرجل يأتي الدجال ويظن نفسه أنه قوي اللإيمان فأذا به يكون من أتبابعه وأنصاره لما يلقيه الدجال من المشكلات كالسحر وإحياء الموتى وغير ذلك
وعن أم شريك - رضي الله عنها - أن النبي قال:<<ليفرن الناس من الدجال في الجبال>(2) رواه مسلم
وفي هذا الزمن سيكون للمسلمين إمام(أي :خليفة) وهو المهدي الخليفة العادل
-------------------------

الاستغاثة بالله:



عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه سلم قال:<< فمن ابتلي بناره فليستغث بالله >>(1)
---------------------------
(1) رواه ابن ماجة في السنن وفي سنده مقال

معرفة أسماء الله وصفاته:
لأن الدجال أعور والله عز وجل ليس بأعور ,بل هو جميل منزة عن العيوب والنقائص قدوس متنزة عن العيوب:( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير)(1)
-------------------------------
(1) الشورى:11
قراءة فواتح سورة الكهف وهي العشر الآيات الأولى:



عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي قال:<< من حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من فتنة الدجال>>(1)
وهذه الىيات العشر هي :
بسم الله الرحمن الرحيم
<< الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا -2- قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا -3- مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا -4- وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا -5- مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلاَّ كَذِبًا -6- فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا -7- إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا -8- وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا -9- أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا -10- إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا >>
وعن نواس ين سمعان رضي الله عنه أن النبي قال:<<من أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف>>(2)
قيل السبب:
أن أول السورة فيها ذكر أن الله أمن فتية الكهف من الطاغية الجبار الذي أراد أن يبطش بهم
وقيل :أن في هذه العشر آيات من العجائب لقصة أهل الكهف وكيف نجوا فيتذكرها المسلم عند وقابلته للدجال
------------------------------
(1) رواه مسلم
(2) رواه مسلم

قراءة سورة الكهف كاملة:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلىالله عليه وسلم قال:<<من قرأ سورة الكهف كما أنزلت ثم أدرك الدجال لم يسلط عليه أو لم يكن له عليه سبيل>(1) رواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم (2651)

اللجوء إلى أحد الحرمين الشريفين والاعتصام به:
لأن الدجال لا يدخل مكة ولا المدينة




الاستعاذة من فتنة الدجال في آخر الصلاة:
وذلك في التشهد قبل السلام وذلك بأن تقول :[ اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار ومن عذاب القير ومن فتنة المحيا والممات(1)ومن فتنة المسيح الدجال](2)
--------------------------------
(1) ومعنى (فتنة المحيا) ما يعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا وشهواتها أو الابتلاء مع زوال الصبر
(وفتنة الممات) أي ما يفتن به عند الموت أو المراد فتنة القبر أي سؤال الملكين والمراد من شر السؤال والعذاب الذي يقع في
القبر
(2) متفق عليه


تبيين أمر الدجال للناس للوقاية من:
عن الصعب بن جثامة رضي الله عنه أن النبي قال:<< لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره>>(1) أي لا يذكر الدجال ولا يتعرض له فإذا تناساه الناس وتناصوا صفاته والتحذير منه -مع كثرة الفتن- ظهر الدجال
---------------------------
(1) رواه عبد الله بن أحمد وصححه الهيثمي في مجمع الزوائد(7/646)

التسلح بالعلم الشرعي:
فالعلم الشرعي مع الإيمان بالله عز وجل سلاح في وجه كل فتنة ومن ذلك فتنة الدجالوقد ذكر النبي في قصة مواجهة شاب مؤمن بطل من أهل المدينة للدجال ما يبين لنا أهمية العلم بالإيمان في العصمة من الفتن.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي قال:<< يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ(1) التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس
* فيقول : أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله حديثة
# فيقول الدجال للناس الذين معه: أرأيتم غن قتلت هذا وأحييته هل تشكون في الأمر؟
فيقولون :لا
فيقتله ثم يحييه -وفي رواية :فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض(2)- ثم يدعوه ,فيقبل (أي كالشاب) يتهلل وجهه يضحك
* فيقول-أي الشاب- :والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة مني الآن>>
-----------------------------
(1) السبخة الأرض المالحة
(2) أي يقطعه نصفين جزأين وتتفرق القطعتان من قوة الضربة حتى أن المسافة ما بين القطعتين رمية السهم
--------------------------------
وفي رواية:<< يخرج الدجال فيتوجه قلبه-أي نحوه- رجل من المؤمنين فتلقاه المسالح (أي مسالح الدجال وهم حراسه واعوانه)
* فيقولون له : أين تعمد؟
# فيقول :أعمد إلى هذه الذي خرج!
* فيقولون له :أوما تؤمن بربنا؟!
# فيقول:ما بربنا خفاء(1)!
* فبقولون :اقتلوه
* فيقول بعضهم لبعض: أليس نهاكم ربكم أن تقتلوا أحدا دونه؟!
# فينطلقون به فإذا رآه المؤمن يقول: أيها الناس هذا المسيح الدجال الذي ذكر رسول الله ,فيأمر به الدجال فيشبح(أي يمد ليضرب)
* فيقول : خذوه وشجوه
ويوسه بطنه وظهره ضربا
* فيقول الدجال: أوما تؤمن بي؟
# فيقول:أنت المسيح الكذاب
فيأمر به فينشر بالمناشير من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي الدجال بين القطعتين(2)
* ثم ,يقول له: قم
فيستوي قائما
* فيقول له- أي الدجال-:أتؤمن بي؟
# فيقول: ما ازددت فيك لإلا بصيرة
# ثم يقول(أي المؤمن):أيها الناس غنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس
فيأخذه الدجال ليذبحه فيجعل الله بين رقبته إلى ترقوته(3) نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا فيأخذ برجليه ويديه فيقذف به في النار التي معه فيحسب الناس أنما قذفه إلى النار وإنما ألقي به في الجنة...ثم قال : هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين>(4)
-------------------------------
(1) أي لو نظرت إلى الدجال سأعرفه من صفاته انه الدجال
(2) أي :يضع المنشار في مفرق رأسه وهو وسطه ثم يشقه حتى يصل إلى أسفلهُ ثم يمشي الدجال مفتخرا بين القطعتين
(3) هي العظمة الباروة بين ثغرة النحر والعاتق
(4) رواه مسلم
-----------------------------
فائدة
هذا الحديث يدل على أهمية تعلم العلم الشرعي فإن هذا الشاب لو لا أن عنده علما مسبقا بصفة الدجال لما اكتشف أنه الدجال لذلك على كل من يواجه اهل الباطل أن يتسلح بالعلم
وقد تأكد هذا الشاب أن هذا هو الدجال وأنه لن يفعل هذا القتل بغيرة لأن الشاب طالب علم قد قرأ الحديث وعلم أنه الشاب المقصود به
-----------------------------
إعداد العدة لحربه كما سيفعل المؤمنون في ذلك الزمان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي قال:<<فبينما هم (أي المسلمون) يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى ابن مريم...>>(1)
وعن حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي قال عن خروج الدجال وإعداد المهدي وأصحابه لقتاله:<<حتى يأتي المدينة فيغلب على خارجها ويمنع داخلها ثم يأتي جبل إيلياء(بيت المقدس)فيحاصر عصابة من المسلمين ويلقى المؤمنون شدة شديدة.فيقول لهم الذين عليهم ما تنتظرون بهذا الطاغية أن تقاتلوه حتى تلحقوا بالله أو يفتح لكم فيأتمرون ان يقاتلوه إذا أصبحوا فيصبحون ومعهم عيسى بن مريم.>(2)
--------------------------
(1) رواه مسلم
(2) رواه الحاكم وقال وصححه وقال الذهبي على شرط البخاري ومسلم

ومما يفعله المسلم عند لقاء الدجال:

* ماجاء عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن النبي قال:<<..وإنه مكتوب بين عينيه كافر يقرؤه كل مؤمن ,فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه وليقرأفواتح سورة أصحاب الكهف وإنه يسلط على نفس من بني آدم فيقتلها ثم يحييها>>(1)
* ما روى أبو قلابة عن رجل من الصحابة أن النبي قال:<<ثم إن من بعدكم أو إن من ورائكم المضل وإن رأسه من ورائه حبك حبك(2).وإنه سيقول :أنا ربكم .فمن قال: كذبت لست ربنا وعليه توكلنا وإليه أنبنا ونعوذ بالله منك ,قال :فلا سبيل له عليه>>(3)
---------------------------
(1) أخرجه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم
(2) أي أن شعر رأسه متكسر من شدة الجعودة ,ليس ناعما
(3) رواه أحمدوبإسناد حسن


قصة ابن صياد
في عهد النبي كان بالمدينة غلام يهودي اسمه ابن صياد اشتبه أمره وشك النبي أنه هو الدجال ووقع له حادث مع النبي وتفصيل ذلك كالآتي:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انطلق مع رسول الله في رهط(1) قبل ابن صياد حتى وجده يلعب مع الصبيان عند أطم (2)بني مغالة وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم (أي قارب بلوغ وعمره قريب من 15 سنة) فلم يشعر حتى ضرب رسول الله طهره بيده ثم:
(1) الرهط :من ثلاثة إلى عشرة أشخاص
(2) أي الحصن أو القلعة لقبيلة بني مغالة

* قال رسول الله لابن صياد:<< أتشهد أني رسول الله>>؟
# فنظر إليه ابن صياد فقال:أشهد أنك رسول الأميين ثم قال ابن صياد لرسول الله أتشهد أني رسول الله ؟
* فرفضه رسول الله وقال:<<آمنت بالله ورسوله >>ثم قال له رسول الله :<<إني خبأت لك خبيئا>>(1)
# فقال ابن صياد :هو الدخ(2)
*فقال له رسول الله :<<اخسأ فلن تعدو قدرك>>(3)

%فقال عمر بن الخطاب :ذرني يا رسول الله أضرب عنقه
* فقال له رسول الله :<<إن يكن هو فلن تسلط عليه (يعني إن كان ابن صياد هو الدجال فلن تتمكن من قتله,لأن الله قدر وقضى أن يقتله عيسى بن مريم عليهما السلام بعد نزروله) وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله>> رواه مسلم

(1) قوله <<خبأت لك خبيئا>:أي خبأت في نفسي كلمة حاول أن تخمن ماهي ؟وقد خبأ النبي كلمة الدخان
(2) قوله <الدخ>حاول ابن صياد أن يقول الدخان فلم يوفق فقال الدخ وكان ابن صياد له جن يخبرونه بأشياءولكنهم لم يستطيعوا أن يكشفوا ما في نفس النبي فقربوا له الكلمه

(3) قوله <<اخسأ فلن تعدو قدرك>>أي لن تعدو الكلمات إنما كاهن دجال محتال

وقال سالم بن عبد الله سمعت عبد الله بن عمر يقول :[ انطلق بعد رسول الله وأبي بن كعب الأنصاري إلى النخل التي فيها ابن صياد حتى إذا دخل رسول الله النخل طفق يتقي بجذوع النخل (1) وهو يختل(2) أن يسمع من ابن صياد شيئا قبل أن يراه ابن صياد فرآه رسول الله صلى الله عايه وسلم وهو مضطجع على فراش في قطيفة(3) له فيها زمزمة(4) فرأت أم ابن صياد رسول الله وهو يتقي بجذوع فقالت لابن صياد :يا صاف( وهو اسم ابن صياد) هذا محمد ,فثار ابن صياد فقال رسول الله صلى الله عايه وسلم :<<لو تركته بين(5)>رواه مسلم
(1) يعني أخذ يتستر خلف جذوع النخل لئلا يراه ابن صياد
(2) أي يتخفى ويقترب قليلا من ابن صياد ليسمع ما يتكلم به مع نفسه
(3) أي في كساء
(4) اي له تركتنا أمه نراقبه دون أن يعلم بنا لتبين لنا هل هو الدجال أم لا

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :لقية رسول الله وأبو بكر وعمر -يعني ابن صياد- في بعض طرق المدينة
* فقال له رسول الله :<<أتشهد أني رسول الله >>؟
# فقال هو :أتشهد أني رسول الله ؟
* فقال رسول الله :<<آمنت بالله وملائكته وكتبه وما ترى""؟
# قال :أرى عرشا على الماء
* فقال رسول الله :<<ترى عرش إبليس على البحر وما ترى >>
# قال: أرى صادقين وكاذا أو كاذبين وصادقا
* فقال رسول الله :<<لبس(1)عليه ,دعوه>>(2)
(1) أي يأتيه الشيطان فاختلط عليه الأمر
(2) رواه مسلم

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :<<خرجنا حجاجا أو عمارا ومعنا ابن صياد فنزلنا منزلا فتفرق الناس وبقيت أنا وهو فاستوحشت منه وحشة شديدة مما يقال عليه وجاء بمتاعه فوضعه مع متاعي فقلت:إن الحر شديد فلو وضعته تحت تلك الشجرة ففعل:أي نقل ابن صياد متاعه تحت شجرة بعيدة عن أبي سعيد قال أبو سعيد :فرفعت لنا غنم فانطلق فجاء بعس (1)
فقال: اشرب أبا سعيد!
فقلت :إن الحر شديد واللبن حار مابي إلا إكره أن أشرب عن يده -أو قال :آخذه عن يده-
فقال ابن صياد:أبا سعيد !لقد هممت أن آخذ حبلا فأعلقه بشجرة ثم أختنق مما يقول لي الناس(2)
يا أبا سعيد من خفي عليه حديث رسول الله ما خفي عليكم معشر الأنصار ألست من أعلم الناس بحديث رسول الله ؟أليس قد قال رسول الله صلى اللله عليه وسلم هو عقيم لا يولد له وقد تركت ولدي بالمدينة؟أوليس قد قال رسول الله لا يدخل المدينة ولا مكة وقد أقبلت من المدينة وأنا اريد مكة؟
قال ابو سعيد الخدري رضي الله عنه :حتى كدت أعذره
ثم قال ابن صياد:أوما والله إني لأعرف مولده وأين هو الآن -يعني الدجال-
قال أبو سعيد:فقلت له :تبا لك سائر اليوم (3)
والصحيح من أقوال أهل العلم :
ان ابن صياد هذا ليس هو المسيح الدجال ولكنه دجال محتال من ضمن الدجالين عنده كهانه وشياطين ينبئونه بأمور وقد ورد عنه حوادث في آخر حياته مع أبي سعيد الخدري وغيره قد يستنتج منها أنه تاب وصلح حاله والله أعلم
(1) وعاء كبير فيه لبن من تلك الغنم
(2) يعني ما يشاع أنه الدجال
(3) رواه مسلم

مكان وجود المسيخ الدجال في وقتنا الحاضر , فهو بلا أدنى شك موجود معنا حالياً يعيش على هذا الكوكب محبوس في جزيرته ..
قد اخبر بها تميم الداري رضي الله عنه وقد وردت في صحيح مسلم ( 2942 )
, حيث أنه أخبر الرسول أنه ركب البحر هو ومجموعة معه فلعب بهم البحر شهراً ثم أنزلهم بالقرب من جزيرة , فنزلوا بهذه الجزيرة فوجدوا ( الجساسه ) وهي مخلوق لا يُعرف قبلها من دبرها من كثرة الشعر فحينما رآها تميم الداري وأصحابه سألوها ما تكون ؟ فقالت لهم : أنا الجساسه . فقالوا وما الجساسة ؟ فحينها سمت لهم رجلاً وأشارت إليهم أن يدخلوا الدير ( الكهف ) الذي في الجزيرة لأنه هناك ينتظرهم , وحينما دخلوا وجدوا المسيخ الدجال مكبلاً بالأغلال كما ورد في الحديث ( أعظم إنسان رأوه قط خلقاً , وأشده وثاقاً , مجموعة يداه إلى عنقه , ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ) , ثم إن الدجال سألهم عن بعض الأمور مثل نخل بيسان وبحيرة الطبريه وعين زغر , ثم سأل عن رسول الله صلى الله علية وسلم وكيف فعل ؟ فأخبروه بأمر هجرة الرسول صلى الله علية وسلم وجهاده في سبيل نشر الدعوة وأن دعوة الرسول صلى الله علية وسلم قد انتشرت وأن معظم العرب قد أطاعوه . عندها أراد الدجال أن يتأكد حقاً من كلامهم فسألهم قائلاً : قد كان ذاك؟؟ فأجابوه : نعم , عندها يقول هذا الدجال الذي سيخرج ويدعي الربوبية ويريد أن يُظل ويغوي الخلق : خير لهم – أي للعرب – أن يطيعوه , أي خير للعرب أن يطيعوا الرسول الكريم صلى الله علية وسلم ,

المسيح الدجال موجود في جهة المشرق مصداقاً لقول الرسول الكريم صلى الله علية وسلم { ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن , لا بل من قبل المشرق ما هو , من قبل المشرق ما هو , من قبل المشرق ما هو } وأومأ بيده إلى المشرق ؟ ( مختصر صحيح مسلم 2063 ) , ولكن المشرق ممتد ومتسع ففي أي مكان من المشرق ؟ يخرج بالتحديد من إقليم خرسان فقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم { يخرج من أرض يُقال لها خرسان }( أخرجه ابن أبي شيبه في مصنفه 15/145 ) وخرسان تشمل مناطق : مرو وبلخ وهره ونيسابور , أما المنطقة التي سيخرج منها الدجال هي منطقة ( مرو ) كما قال الرسول الكريم صلى الله علية وسلم { يخرج الدجال من مرو من يهوديتها }( كنز العمال ح/39684 – للمتقي الهندي ) هذا بالنسبة لخروج الدجال ,

أما بالنسبة لمكان وجودة حالياً فهو موجود في ( دير – كهف ) وهذا الكهف فيه دهليز يمشي فيه الإنسان منحنياً مسافة ثم يظهر في آخرة ضوء وعين ينبع منها الماء , والكهف محاط بشبه حظيرة بها ثقب يخرج منه هواء شديد ولا يمكن لأي أحد أن يدخله من شدة الهواء الخارج إليهم , وهذا الكهف موجود في جبل اسمه ( كلستان ) على شاطئ أحد الأنهار ومن المرجح أن يكون المسيخ الدجال محجوز في هذا ( الدير – الكهف ) الموجود في جبل( كلستان ) وهذا الجبل موجود في إقليم خرسان بالقرب من بلدة ( مرو ) والذي لا يستطيع أحد الدخول إليه والله أعلم , هكذا وصف الرحالة المسلم / زكريا بن محمد بن محمود القزويني ذلك المكان في كتابه ( آثار البلاد ) في وصفه لإقليم خرسان وقد قال بالنص ( خرسان بلاد مشهورة‏ , شرقيها ما وراء النهر وغربيها قهستان‏ , قصبتها ( مرو ) وهراة وبلخ ونيسابور‏ وهي من أحسن أرض الله وأعمرها وأكثرها خيراً وأهلها أحسن الناس صورة وأكملهم عقلاً وأقومهم طبعاً وأكثرهم رغبة في الدين والعلم‏ وبها جبل ( كلستان ) ‏وقد حدثني بعض فقهاء خراسان أن في هذا الجبل كهفاً شبه إيوان وفيه شبه دهليز يمشي فيه الإنسان منحنياً مسافة ثم يظهر الضوء في آخره ويتبين محوط شبه حظيرة فيها عين ينبع الماء منها وينعقد حجراً على شبه القضبان‏ وفي هذه الحظيرة ثقبة يخرج منها ريح شديدة لا يمكن دخولها من شدة الريح‏ ). فهذا الجبل والكهف – الدير - موجود في إقليم خرسان قرب بلدة ( مرو ) والتي ذكر الرسول الكريم صلى الله علية وسلم أن الدجال سيخرج منهما كما ذكرت آنفاً , ولا أحد يستطيع أن يتأكد من ذلك لأن إرادة وحكمة الله سبحانه وتعالى قضت بأن يجعل الدجال مغيباً عنا حتى يحين وقت خروجه فنحن لا نعلم عنه إلا كما علمنا الرسول الكريم صلى الله علية وسلم , فسبحان الله العظيم.

فلنعد إلى صفاته الخَلْقِيّة بعد كل ما ذُكر آنفاً:
إذاً هو رجل عظيم الجسم ضخمه كما وصفه الصحابي تميم الداري رضي الله عنه
وهو مع ذالك رجل قصير كما أخبرنا رسول الله فنجمع بين القولين بأنه ضخم الجسم مع قُصر في القامة
وهو أفحج الرجلين أو الفخذين أي أنه مقوسهم فبذالك تتباعد أفخاذه على هيئة قوسين متقابلين وهذا يؤثر في مشيته فتكون مشيته غير مستوية ولها صوت
ثم أن شعره كأنه رؤوس الشياطين كما وصفه رسول الله في قصة الرؤيا التي رأى فيها عيسى عليه السلام يطوف بالبيت ورأى الدجال يطوف بالبيت
ومعنى أن رأسه كأنه رؤوس الشياطين أي أن شعره خشن هائج
وإذا ما أردنا تقريب للصورة فيكون شعره كما يُقال عنه في زاننا (الكدش)وكونه ذُكر أنه وراءه فمعناه إلى جوار أن هذا الشعر هائج فهو أيضاً طويل قليلا والله أعلم
وهو رجل بشري لكون الرسول الله أخبر أنه عقيم فمعناه أن له زوجة احدى عينيه مطموسه أي أنه لا يرى بها وفي خلقها عيب لبروزها وكأنها عنبة طافية بين عينيه يبرز كالوشم ولكنه من أصل خلقته حروف مقطعه لكنها لو وصلت كانت كلمة واضحة
ك ف ر
ثلاثة حروف لكنها تدل على أنه كافر ويقرأ هذه الحروف جميع المؤمنين سواءاً المتعلم منهم العارف بالقراءة والكتابة والأمي الذي لا يعرف الحروف ولا يقرأ ويكتب ومع ذالك فهو يستطيع قراءة هذه الحروف وهذه من كرامة الله للمؤمنين


هذه صفاته الخَلْقِيَة.
أمّا صفاته الخُلُقِيّة فهو رجل يبدو أنه يملك ملكة الإقناع ولديه هيبة خاصة به والدليل أن تميم الداري رضي الله عنه ومن معه تأثروا عندما رأوه من مظهره ومع ذالك جاذبهم الحديث وكانوا متفاعلين معه في الإجابة عن أسئلته
يملك معرفة وثقافة واطّلاع إلى جوار أنه عندما يخرج لن يدعي الإلوهية مباشرة وإنما ستدرج من الظهور على هيئة رجل دين صالح إلى ادعاء النبوة ثم ادعاء الألوهية
وهذا من قبله تمهيد لنفوس من حوله وجمع الأتباع أولاً

تأمل في حديث عمران بيت المقدس:
عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله قال:"عمران بيت المقدس خراب يثرب,وخراب يثرب خروج الملحمة , وخروج الملحمة فتح القسطنطينية , وفتح القسطنطينية خروج الدجال"
قبل أن نتأمل في الحديث علينا النظر في واقعنا
الآن بيت المقدس حاله في أسر وخراب وحصار والقدس تأن من كل خنزير ونجس والبقية المتبقية من الفلسطينيين هناك مازالوا في حالة تهديد بالطرد في كل لحظة
أما يثرب وهي المدينة المنورة فهي الآن في ازدهارها العمراني إلى جوار أنها مقصد كل صالح يؤمم وجهه إليها ويُقيم رحله فيها فهيإذاً في حالة عمار
القسطنطينية وهي إسطنبول حالياً هي مدينة معروفة في تركيا باللهو والمجون والسياحة وهي علمانية لا هوية لها لا هي مسلمة ولا هي نصرانية إنما وبرغم أنها في دولة مسلمة لكن وبسبب أتاتورك وما يُسمى بتركيا الحديثة غدت المساجد هناك والكنائس مجرد مزارات للسائحين
هذه هي الأحوال في زمننا الحالي
والآن هيا بنا نعود للحديث والتأمل فيه:
قال رسول الله (عمران بيت المقدس) وفي ذالك دلالة واضحة على أنه يكون غير عامر وفي حالة خراب فمتى ما عاد فأُعمر وعادت له مكانته وأظن ذالك يكون عندما تحرر فلسطين من اليهود وتقوم الخلافة الإسلاميةعلى نهج النبوة وعاصمتها القدس هُنا يكون بديهياً أن يكون بيت المقدس في حالة إعمار وازدهار وكثرة المرتحلين إليه لكونه عاصمة الخلافة الإسلامية وفيه الخليفة المهدي وعند ذالك يكون من الطبيعي أن يأتي أولئك الصالحون المقيمون في المدينة المنورة للإقامة في عاصمة الخلافة إلى جوار الخليفة حتى يُجاهدوا معه وهم حتماً كانوا من جنوده ومُلازميه وعندها يكون خرابُ يثرب

وخرابُ يثرب يكون بعد أن يخرج منها جيشاً من أفضل جيوش المسلمين متوجهين للشام مساندين لإخوتهم في قتال الروم الغادرين
فهل الملحمة ستكون إذاً بعد قيام دولة الخلافة أم لا؟
الحديث يوضح أن نعم لأن عمران بيت المقدس كان قبل ظهور الملحمة
فهناك دلائل تدل على أننا سنتقاتل والروم ويكون هناك سبي ودخول في الإسلام من قبل أسراهم وأظن ذالك يكون عندما نُقاتل اليهود ونحرر بيت المقدس وقيام صُلح بيننا على أن لا يكون هناك حرب وأن تعود الأمور إلى سابق عهدها من تبادل المصالح والعلاقات ومن تبادل تلك المصالح أننا سنتفق وهم على عدو مشترك بيننا ويبدو أنه سيكون عدواً له أثر ومضار على المستوى العالمي ولذالك سيكون تعاون فيما بيننا على اسقاطه ولكن هذا العدو يبدو أنه يكون مكانه أقربُ إلينا من أوروبا لقول رسول الله (عدو من خلفكم)
إذا هو من خلف الجزيرة العربية والشام والعراق لكون رسول الله دائماً عندما يذكر فيقول شرق أو غرب أو خلف أو أمام فإنما يكون التحديد من موقع الجزيرة العربية
فمن خلفها يكون العدو
قال رسول الله :" ستصالحون الروم صلحا آمنا فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم فتنتصرون وتغنمون وتسلمون ثم ترجعون حتى تنزلون بمرج ذي تلول فيرفع رجل من ذي النصرانية الصليب فيقول:غلب الصليب فيغضب رجل من المسلمين فبدقه فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة"
فكوننا نُصالحهم يعني أننا حينئذ يدٌ واحدة وقراراتنا واحدة وكان بيننا وهم حروب وأظنها تكون عندما نخرجهم من أراضينا ونسترد ما سلبوه منا
ثم تقتضي المصلحة أن نُصالحهم حتى نهتم بشؤوننا الداخلية ويهتمون هم أيضا بشؤونهم ولأن هناك في الساحة عدّو يبدو أنه سيستفيد من هذه الحرب الدائرة بيننا وبينهم
عندها نلتف إليه معاً ونتصالح على الأمن ويكون هناك جيش عالمي منا ومنهم (قوات دولية مشتركة) ومن خلالها نُقاتل هذا العدو وننتصر عليه أيما انتصار وتكون لنا غنائم وفيرة وفي هذا دلالة على أنه عدّو ذا قوة اقتصادية عالية لكونه سيكون هناك غنائم وفيرة
وبعد أن تتم الأمور وتبسط القوات المشتركة سيطرتها على أرض العدو ويبدو أن أغلب القوات سيكون من المسلمين لكونه قال عليه السلام تغنمون
عندها ولشعور الصلييين بمدى علوهم يخرج ذاك الرجل لينصب الصليب ويدعي أنه بسببه كان الانتصار وفي هذا يكون استفزاز لمسلم يبدو أنه متمسك بالدين وهو من أصل أوروبي دخل في الإسلام فيقتل النصراني
وعندها يُستفز الغرب النصراني فيجمعون للملحمة الكُبرى ولكن مقصدهم هو هؤلاء الأوربيون المسلمون الذين انضموا للدولة الإسلامية وأصبحوا أشد عداءا لدولهم منّا
عندها وهم في حال استعدادهم لهذه الملحمة يستعد أيضاً المسلمون العرب لنُصرة اخوانهم هناك في الشام من المسلمين من أبناء اسحاق ولذالك يحاول الأوربيون التلاعب بهذه النقطة
وبأنهم لا يقصدون العرب ولا الإسلام بحربهم وإنما هم يُريدون أبناء بلدهم وجلدتهم ممن بدلوا دينهم وناصبوهم العداء ممن كانوا سبياً بعد حربنا معهم ثم دخلوا في الإسلام وأقاموا في الدولة الإسلامية القائمة عاصمتها في الشام
لكن وقتها لا تكون الحال كما هي الآن بل النخوة والإخوة والإسلام في ازدهار فيأبى أولئك الجيش القوي الذي يخرج من مدينة الحبيب عليه الصلاة والسلام ويقول هم إخوتنا في الدين ولن نتخلى عنهم وحينها تقوم الملحمة والتي سننتصر فيها ويكون من نتاجها أن ينهار ذالك الصُلح وتسقط هيبة أوروبا مجتمعة وندخل بلدانهم فاتحين فنفتح من جديد اسطنبول ونفتح روما ويفتح الله علينا ويدخل الكثير من الأوربيين في الإسلام وبسبب تلك الملحمة ومن قبلها الحروب التي كانت قائمة بيننا وبين ذاك العدو وبيننا وبين الروم يكون عدد العرب قد قل بالنسبة لعدد الأوربيون فيُصبح المسلمون من غير العرب أكثر من المسلمين من العرب الذين قد تقلص عددهم بسبب الحروب والأوبئة والهلاك
والمجاعة التي ستكون قبل الدجال بثلاث سنين
ثم بعد الفتح يأتي الصريخ أن الدجال خرج وعندها يُرسل الجيش بعشرة فوارس ليتأكدوا فيعلموا أنها اكذوبة من الشيطان كانت حتى لا يستمر المسلمون في فتوحاتهم لبلاد أوروبا
ثم يظهر الدجال فعلاً في وقت يكون الناس فيه مشغولون بما حل بهم من قحط وما صار من قتال وما كان من فتح للقسطنطينية من جديد وفي هذا الوقت تحديداً يخرج الدجال والله المستعان
.................................................. ......................
الخُلاصة : أننا الآن مازلنا في مرحلة التمهيد لظهور علامات الساعة الكبرى

فقبل الدجال
لا بُد من أن يسقط الحكام في بلاد الإسلام ويكثر الهرج والظلم وعدم الأمان والغزو بين الناس حتى تمتلئ الأرض جوراً وتتدمر الحضار بسبب الأزمات الإقتصادية والعقوبات الإلاهية من خلال تسليط الزلازل والعواصف والخسف وغيرها من الأحداث التي تكون سبباً في تدمير المصانع وتعطيل الآلات ونحن الآن مازلنا في هذه المرحلة والتي هي ممهدة لظهور المهدي والذي بإذن الله معه سيكون عمران بيت المقدس والله أعلم


اهلا ومرحبا بكم فى شات بنات مصر



 
dreamhost coupon